في رحلتي في عالم التدريب، أدركت للوهلة الأولى أن التدريب المؤسسي له مقومات نجاح خاصة. بدأ ذلك بدراسة عميقة لصناعة التدريب، مما حولني من مجرد مدربة إلى صانعة تدريب متميزة. هذا الإدراك كان الدافع الرئيسي لتأسيس شركتي الخاصة بالتدريب في عام 2014، والتي أصبحت منذ ذلك الحين روادًا في صناعة التدريب المؤسسي لكل من القطاعين الحكومي والخاص.

"اخلع نعليك" هو النداء الذي يرافقني مع كل استشارة؛ فأشعر أنني أدخل منطقة مقدسة تتطلب مني التخلي عن جميع الأحكام والأفكار المسبقة، وحتى قيمي الشخصية، لأكون جاهزًا لبناء علاقة علاجية شافية. هذه العلاقة هي حجر الزاوية في نجاح العملية العلاجية، حيث تعتمد على الثقة، الأمان، والتعاطف. أستعد دائمًا لبناء هذه العلاقة مع كل مستشير، مما يتيح لي تقديم الدعم المطلوب بكل احترافية ومهنية.

عندما كانت العائلة تجتمع في بيتي كل أسبوع، كانت الاختبارات النفسية والأسئلة التي تنعش تفكيرنا في أنفسنا أحد الطقوس المميزة لهذا الاجتماع. في كل لقاء، كنت أحضر الطعام وبعض الأسئلة التي تدعونا للتفكير في ذواتنا. كنا نتناقش ونضحك ونكتشف أنفسنا ونتواصل مع بعضنا البعض في أجواء من الألفة والود. حقًا، كانت هذه الذكريات رائعة تنطلق من حاجة أصيلة هي رغبتنا في اكتشاف أنفسنا والإجابة على سؤال "من أنا؟".

من المؤكد أنك تعرضت لمثل هذه التجربة، حتى وإن كان ذلك من باب التسلية. كنت تجيب عن الأسئلة وتترقب التقييم بفضول، فهذه الكلمات تتحدث عنك، وتلك الأسئلة تنعش شعورك بذاتك وتوجه أفكارك نحو الداخل. المقاييس النفسية هي أحد الأدوات الرائعة في صندوق أدوات المعالج النفسي، فهي تفتح لك علاقة أعمق بينك وبين ذاتك، تساعدك على فهم شخصيتك ونمط تفكيرك، كما أنها تساعدك على فهم وتقبل الاختلاف وتنبهك لفرص التطوير الممكنة في نفسك وعلاقاتك ونمط حياتك.